تقنية البلوكشين والاستثمار العقاري
لقد فرض التطور التقني الذي نعيشه اليوم في عالمنا تقنيات حديثة أصبح لها دور فعال في مختلف الأسواق الإقتصادية. من هذه التقنيات هي تقنية البلوكشين التي بات لها استخدامات مؤثرة في نمو الأسواق العقارية وخلق فرص استثمارية عقارية جديدة بدلا من الإعتماد على الإستثمار العقاري التقليدي. في هذا المقال سنتعرف على تأثير تقنية البلوكشين على الاستثمار العقاري.
فرص تطور الإستثمار العقاري بإستخدام التقنية
أهم الاستثمارات التي ينادي بها العديد من كبار المستثمرين والمحللين المالين هو الاستثمار العقاري. لكن الاستثمار العقاري كما نعلم على وشك أن يمر ببعض التغييرات الهامة والكبيرة، حيث ستدخل عليه التقنيات الحديثة بما فيها تقنية البلوكشين. ولكننا لابد ان نعرف النواقص التي يعاني منها الاستثمار العقاري التقليدي أولًا حتى يتسنى لنا الاستفادة بتقنية البلوكشين في ملء هذه النواقص ومن ثم اثراء اسواق الاستثمار العقاري وخلق فرص استثمارية عقارية تواكب عالمنا المتطور يوما بعد يوم.
ماهي أبرز النواقص التي يعاني منها الاستثمار العقاري التقليدي؟
شهد الاستثمار العقاري قفزة كبيرة في بداية القرن الواحد والعشرين حيث ظهر الإنترنت وأدخلت الرقمنة على العديد من الوظائف اليدوية والورقية. وعلى الرغم من ظهور العديد من التقنيات خلال العقدين الماضيين، إلا أن الاستثمار العقاري لم يتغير كثيرا عما كان عليه من قبل، حيث مازال يعاني من العديد من النواقص التي من أبرزها:
- يقتصر الاستثمار العقاري على فئة الأثرياء فقط، حيث إن الفئة المتوسطة لديها العديد من حواجز الدخول والتي تكون باهظة الثمن ومرتفعة بالنسبة للكثيرين الذين ليس لديهم المال أو الاتصالات اللازمة.
- مشكلة السيولة أيضًا أحد أهم المشاكل التي تواجه الاستثمار العقاري حيث يمكن شراء وبيع الأسهم في غضون ثوان. أما بالنسبة للعقار فإن الوضع يختلف، حيث إنه استثمار غير سائل للغاية، ليس فقط يجب أن تجد مشتر والذي قد يستغرق أيام أو أسابيع أو أشهر، ولكن بعد ذلك ينضم أطراف ثالثة، وينتج عن ذلك أسابيع أو شهور من العناية الواجبة، وحتى ذلك الحين، من المحتمل أن ينهار العرض.
- يتحرك الاستثمار العقاري بخطى بطيئة، حيث إنه عملية بطيئة ومدروسة وممتدة مع الكثير من الطبقات والتعقيدات والمفاوضات المتتالية، حيث يمكن أن يستغرق الحصول على صفقة لنهايتها ستة أشهر او أكثر، ويمكن أن يتغير الوقت من صفقة لأخرى.
كيف يمكن أن تغير تقنية البلوكشين الاستثمار العقاري؟
تتيح تقنية البلوكشين امكانية ترميز ملكية الأصول سواء كانت عقارات أم غير ذلك، مما يؤدي إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على الملكية (الطابع الديمقراطي يتسم بتمكين الجميع من المنافسة على فرصة استثمارية دون أي تحيز).
يساعدها على الوصول إلى أي شخص لديه مبلغ من المال وتمكنه من الدخول لعالم الاستثمار العقاري أي ببساطة تضيف الشفافية على جميع الصفقات العقارية ولا تجعل الصفقات حصرية لأشخاص يمتلكون النفوذ والوصولية للمعلومات عن غيرهم.
يعتمد الترميز بشكل أساسي على تقسيم الأصول العقارية إلى رموز مميزة يتم تخزينها بعد ذلك على البلوكشين، يستطيع مالك الأصل بيع الرموز المميزة الفردية في السوق المفتوح من خلال طرق تداول ثانوية. وبهذا يصبح من الممكن للأفراد شراء “حصص” في استثمارات عقارية أكبر، وذلك من خلال مفهوم ” Fractional Ownership”
والذي يتيح إمكانية تجزئة الأصل الى أصول أصغر قابلة للتدوال، والتي كانت في وقت سابق لا يمكن الحصول عليها بمفردهم. بمعنى يمكن جعل الاستثمار العقاري يتميز بسيولة أكثر، بدلا من الانتظار لأشهر وسنوات لتسويق عقار وإتمام معاملة ما، كما يمكن للمستثمرين استبدال بعض أو كل العقار مقابل النقد الفوري، وهذا يوفر المال لشراء عقارات أخرى.
الميزة الأخرى التي تقدمها تقنية البلوكشين في قطاع الاستثمار العقاري تتمثل في القضاء على الأطراف الثالثة والوسيطة وبذلك أتمتة الأنظمة تدريجيا، وبذلك القضاء على الجهات البشرية دون المساس بأمن أو تكامل العرض.
ما هى المزايا الأخرى لاستخدام تقنية البلوكشين في الإستثمار العقاري؟
عن طريق استخدام تقنية البلوكشين يمكن نقل جميع الوثائق لدفتر آمن وموثوق وشفاف مما سيؤدي إلى ملكية أراض خالية من الأخطاء والتي يمكن أن تكون أقل تكلفة وأكثر موثوقية. هذا بالإضافة إلى بناء علاقات أكثر سلاسة بين المستثمرين والمستأجرين.
تساعد تقنية البلوكشين في الإستثمار العقاري على قطع الوسطاء بشكل كامل وتبسيط العمليات مما يؤدي إلى خفض الأسعار لكل من المشتري وبائعي العقارات الاستثمارية بحيث يتم تبسيط العمليات عن طريق القضاء على بعض او كل الرسوم المتعلقة بتكاليف الفحص، ورسوم التسجيل، ورسوم الضرائب والعمولات.